الثلاثاء، 12 فبراير 2013

مجالسة الجُهّالَ والنَّوْكى ، والسُّخَفاءَ والحمقَى


«إنّ اللغة القومية وطنٌ روحيٌّ يؤوي من حُرِمَ وطنَه على الأرض» كارل فوسلر.

إنّ أكثر ما يشدّنا إلى الأجيال السابقة هو عاطفة مشوبة بغموضٍ يكمن في كم كانت تلك الأجيال مُجيدة ومبدعة لأغلب ما تقوم به من أعمال. يعني لي هذا التفاوت بين الأجيال الكثير، وبنفس القدر الذي أحس فيه بفجوة عميقة تُبعد ما بيننا ومن سبقونا كما تُبعد ما بين أبنائنا وبيننا في نفس الوقت. الآن حين تقرأ في وجوه الجيلين تحس بإحساسين متناقضين. الأول أقرب للمثالية واليقين والثاني يشوبه النقص والتوهان.


طرأ هذا الطيف على خاطري حين اطلعت

الزغاوة تاريخ وتراث (21)

 هارون سليمان يوسف gatat55@yahoo.com
 الزغاوة وسلاطين الفور: إن حكم السلطنات الأسرية في دارفور، قد بدأ منذ القرن الثاني عشر الميلادي ،وفي ظل التطور الطبيعي للمجتمعات أدت إلى وجود أنظمة قبلية عشائرية وممالك متفرقة تواجدت في دارفور ،حيث كانت هناك سلطنات وزعامات صغيرة شبه إقطاعية انتشرت في ربوع دارفور،وكانوا خليطاً من قبائل شتى من العناصر الزنجية والحامية والسامية. د. حسين أدم الحاج : تأملات وخواطر في تاريخ دارفور القديم (مقال). تشير الروايات بأن التورا

الزغاوة تاريخ وتراث(20)

هارون سليمان يوسف gatat55@yahoo.com
 الزغاوة والحركة السنوسية: الحركة السنوسية هي حركة إصلاحية تأسست في مكة المكرمة عام 1837م بيد محمد بن على السنوسي وقام ببناء أول زاوية له في الحجاز وهي زاوية جبل أبي قبيس بمكة وتعد زاوية مدينة البيضاء التي أقيمت عام 1841م أول زاوية سنوسية في ليبيا ،إضافة إلى زاوية واحة الجغبوب جنوب مدينة طبرق الساحلية وكان يتعلم في هذه الزوايا كل عام مئات من الدعاة ثم يرسلون إلى كافة أجزاء إفريقيا الشمالية والسودان الغربي والأوسط ،دعاة للإسلام. وكان من مبادئ

الزغاوة تاريخ وتراث (19)

 هارون سليمان يوسف gatat55@yahoo.com
الزغاوة وسلاطين وداي : بحكم وقوع دارالزغاوة بين سلطنتي وداي ودارفور في تلك الفترة ،كانت بعض الزغاوة يتبعون إداريا لسلطنة وداي وبعضهم يتبعون لدارفور، فمن الزغاوة الذين يتبعون لسلطنة وداي في تلك الفترة الزغاوة البديات والبروقات الذين يقيمون في غرب أنيدي والزغاوة الكبقا ودرنق وقرف الذين يقيمون بالقرب من وارا عاصمة السلطنة. الزغاوة في الجهاز الإداري لسلطنة وداي :ـ يقول الدكتور عثمان عبدالجبار في كتابه تاريخ الزغاوة في السودان وتشاد نقلا عن أكثر من مصدر: بعد أن استولى عبدالكريم بن يام 1635 ـ 1655م على السلطة من التنجر بمساعدة حلفائه المحاميد واستتب له الأمر بهروب ملك التنجر إلى كانم ، بدأ يعمل على

الزغاوة تاريخ وتراث (18)


 هارون سليمان يوسف
 gatat55@yahoo.com واحة العطرون أو النطرون أو بئر الزغاوة: تسمى بلغة الزغاوة (بدوبا أو بروبا) وهي من الواحات الواقعة في قلب الصحراء الشرقية و تقع على بعد 650 كيلو متر تقريبا شمال مدينة الفاشر وتوجد في الحقل أكبر مخزون عالمي من مادة بيكربونات الصوديوم والتي تعرف تجاريا باسم العطرون أو النطرون وهو خليط كيميائي من أملاح الكربونات والكلوريدات والكبريتات وكانت الزغاوة يستخلصون هذه المادة ويستخدمونها في مجالات مختلفة منذ زمن بعيد ،كما تعتبر نقطة عبور للقوافل التجارية والمجموعات البحثية والرحالة والذين يذهبون إلى ليبيا عن طريق الجمال وتعرف الرحال محمد عمر التونسي وحسين بك في رحلتهما إلى دارفور عام 1820عبر الصحراء ووقتها تعرف باسم

السبت، 2 فبراير 2013

قيامة السودان

سيف الدولة حمدنالله

جاء الوقت الذي نحكي فيه على المكشوف، فلم يعد هناك ما يمكن أن نتستر عليه أو ندفن منه رؤسنا في الرمال، فالحقيقة التي يكاد المرء أن يلمسها بيديه تقول بأنه إذا لم تقم الأحزاب والقوى السياسية التي رفضت التوقيع على ميثاق الفجر الجديد أو تنصلت منه بعد التوقيع عليه بمراجعة موقفها، فإن النتيجة الحتمية لذلك هي إنفصال جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور جملة واحدة، سواء سقطت الإنقاذ أو لم تسقط، وسواء كان سقوطها بثورة شعبية أو بإنقلاب عسكري أو بذبحة صدرية.
هذه حقيقة لا ينكرها الاٌ حالم أو ذي غفلة، فالمرارة التي يتجرعها أهالي تلك المناطق من هذا النظام، بات يصاحبها - بسبب مثل هذه المواقف - تنامي الشعور لديهم بأن الشعب

وأشاع النور في سود الليالي..!!

«أ»
من مرويات عبدالله زكريا إدريس، أحد عصافير النار في السياسة السودانية، الذي أثقلته أفكاره ومعتقداته وقلّبته على جمر التنظيمات والعواصم والأرصفة والأحزان الكبار، قصة كنوز السلطان علي دينار، وثروات سلطنة الفور في دارفور قبل سقوطها عام 1916م.!
على شُرفة فندق مغمور بالعاصمة الليبية طرابلس، هواء مشبّع برطوبة يجتاح المكان، ولون البحر بزرقته يملأ الأفق أمامنا كوجهٍ متجمِّدٍ في الفراغ، ونوارس الظهيرة تلامس وجه الماء ثم ترفرف وتعلو كأنها بندول لا يمل لساعة خرافية لعالمٍ من أساطير.
مدَّ الرجل بصره نحو البحر، ورنا بعينيه المتعبتين للأفق البعيد.. وقال بصوت خافض

المثقفون السودانيون من السخط إلي المقاومة

حيدر ابراهيم علي

يكون السُخط في بعض الاحيان شعورا ايجابيا ولكنه هروبي في نفس الوقت .فهو أقرب إلي تطهير الروح(catharsis) وينقذ الإنسان من شعور **** يسمي الإحباط يقود إلي الانسحاب الكامل وعدم المواجهة،والتراجع عن المقاومة،ورد العدوان سواءا كان ماديا أو معنويا بمثله.فالساخطون قوم أذكياء وشديدو الحساسية،ونبلاء،وجادون،والأهم من ذلك كونهم صادقين.وللمفارقة يجئ تأزمهم المؤدي للسخط بسبب تحليهم بهذه الفضائل!وهذا وضع مفهوم حين يتدهور المجتمع ويبتعد ناسه عن تمثل هذه القيم،ويصير الأدني هو الأعلي والعكس. ويكون السفلة هم الأغلبية والسادة.وهنا يشعر نبلاء البشر وأصحاب القيم بأنهم غرباء في هذا الوسط الذي يسود فيه السفلة والمنحطون،وينقلب سلم القيم،ويطفو البغاث،ونحسب الشحم ورما.وهذا الاغتراب هو الذي قصده