الجمعة، 2 نوفمبر 2012

مساعد الامين العام لحزب الترابي دكتور "علي الحاج" في حوار جديد

يعتبر دكتور "علي الحاج" من قيادات الحركة الإسلامية التي شاركت في عملية انتقال الحركة من التنظيم إلى الدولة، وظل يتنقل في أجهزتها المختلفة، هذا بجانب أنه يعتبر من الأوائل الذين أُسند لهم ملف السلام مع الجنوب، وحينها كانت حركته تعيش مراحل الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية، لكن قبل أن تتبلور ملامح هذه المرحلة برزت أعراض الاختلاف بين إخوانه حول مسائل أساسية في الحكم أدت بدورها إلى ظهور تيارين، أحدهما يساند الرئيس "البشير" والآخر يناصر دكتور "الترابي"، أسسا إلى حقبة جديدة، أعلن الإسلاميون خلالها انقسامهم بعد أن فشلت كل المحاولات الداخلية لإعادة ترتيب البيت من الداخل.

"علي الحاج" كان وقتها أحد القيادات التي تحظى بقبول من دكتور "الترابي"، وبحسب ما يتم تداوله بين الإسلاميين وأكده المحبوب في كتابه (دائرة الضوء وخيوط الظلام) أن "الترابي" كان قد رشحه قبل ذلك لمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بعد حادثة طائرة الناصر التي أودت بحياة "الزبير محمد صالح"، فيما وقف آخرون ضد هذا الترشيح، وقد يكون هذا الأمر مدخلاً للخلاف الذي انتهى بالمفاصلة كما يظن بعض الإسلاميين.
بعد ذلك اتسعت دائرة الاختلاف بينه وبين قيادات مسؤولة حول ملف سلام الجنوب، ولهذا السبب لم يتردد "علي الحاج" بعد وقوع مفاصلة الإسلاميين من الانحياز إلى مجموعة "الترابي" سيما أن معظم من يخالفونه الرأي كانوا ضمن مجموعة الرئيس "البشير".
بعد المفاصلة غادر "علي الحاج" البلاد ولم يعد حتى الآن، وظل من خارج الحدود ينتقد النظام ويحمله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في السودان بصفة عامة ودارفور بصفة أخص، فيما ظلت الحكومة تحمله مسؤولية إشعال نار الحرب في دارفور. اشتهر "الحاج" بعبارة (خلوها مستورة) التي أطلقها حينما سُئل عن من أضاع أموال طريق الإنقاذ الغربي، لكن قيادات كثيرة برئته من تهم هذا الطريق. مؤخراً أُشيع خبر عودة "علي الحاج" إلى البلاد بعد دعوة الحركة الإسلامية له ولقائه قيادات من المؤتمر الوطني بالخارج أو كما قيل. (المجهر) رصدت ما يدور بالداخل من روايات في مجالس المدينة واتصلت بالدكتور في مقر إقامته بألمانيا، ومن جانبه رحب "علي الحاج" بالصحيفة وتفضل عليها بمساحة من زمنه رغم عظم مشغولياته، وكانت حصيلة اللقاء إفادات بمثابة إضاءة لكثير من التساؤلات التي شغلت المهتمين، فإلى التفاصيل....


{ دكتور "علي الحاج" دعنا نبتدر الحوار بسؤال العودة للوطن على خلفية الدعوة التي قدمتها لك الحركة الإسلامية السودانية مؤخراً.. هل تنوي فعلاً حزم أمتعتك والتوجه إلى السودان؟


- الحركة الإسلامية في السودان أظن أنها حركة مستنسخة ومطية للحكومة لأنها لا تعمل على تحريكها، لذلك أقول هي ليست حركة إسلامية بالمعنى الصحيح.
{ أليس في هذا الكلام تعميماً.. فربما مازال هناك من يتعامل مع أطروحتها بصدق.. ومن هذا المنطلق دعاك إلى العودة؟
- قد تكون هناك حركة أشواق، بمعنى يوجد من لديه أشواق لحركة إسلامية، لكن السؤال أين دور هذه الحركة عندما فُصل الجنوب؟ في وقت كان هدف الحركة الإسلامية حل مشكلته والإبقاء عليه موحداً.
{ لماذا تعدون فصله الآن من السلبيات وأنتم من أقررتم مسألة تقرير المصير قبل ذلك عندما كنت ممسكاً بهذا الملف؟
- لأننا لا نؤمن بالوحدة القهرية، (ومضى في حديثه) المركزية السودانية الموجودة هي مركزية وليست وحدة أتت نتاجاً للغزو التركي، ومن الخطأ أن نعتبر المركزية التي اتخذتها التركية الأولى لأسباب تخصها وحدها لأنها مركزية وليس وحدة، الأتراك لم يكن هدفهم توحيد السودان وإنما تمركز السلطة.
{ الحراك الذي أحدثته الحركة الإسلامية في الساحة مؤخراً يشير إلى أن الأمر له ما بعده.. أليس كذلك؟
- إذا الحركة الإسلامية جادة وتدعي أنها حركة، فعليها أن تأخذ زمام المبادرة وتجاوب على هذه الأسئلة، لماذا فصل الجنوب؟ ولماذا تدور مثل هكذا أحداث في دارفور، وأين كانت عندما قيل ما قيل عن الفساد، ويواصل لم نرِ موقفاً منها هذه ليست حركة إسلامية.
{ ماذا تريد منها؟
- أن تحقق فيما حصل وتتبنى القضايا الكبرى وتبادر بالحلول.
{ بعض منسوبيها سبق أن أصدروا مذكرات تضمنت مطالب تدعو إلى عودة دورها.. ألم يكن هذا كافياً؟
- هناك أصوات ومذكرات، لكن (مافي) عمل لابد أن تتقدم خطوات حتى تبرهن أنها ليست مطية للحكومة.

{ حتى لا نبتعد عن سؤال العودة.. اسمح لنا بطرحه مجدداً متى تعود للبلاد؟
- عودة شخص من عدمه لا أعتقد أنها ستغير شيئاً في الموقف، و"علي الحاج" خرج لأسباب وحيثيات محددة ظلت كما هي دون تغيير.
{ لكن حضورك في الداخل يعتبر من صميم قناعاتكم الإسلامية التي تدعو للمعارضة من الداخل وقد يضيف إلى حزبك المعارض؟
- ماذا يضيف "علي الحاج" أعتقد بالوضع والقهر الموجود بجانب عدم الحريات ومتابعة حزب المؤتمر الشعبي لا يمكن لشخص أن يضيف شيئاً، كما أنني ممثل في السودان من الداخل.
{ بعيداً عن السياسة.. ألم يحن دكتور"علي الحاج" إلى البلد والأهل؟
- (أكيد) أحن للبلد والأصول موجودة فيه لا أحد يستبدل الفروع بالأصول (يقولها ضاحكاً ما في شك)، الإنسان يريد أن يكون في البلد، لكن في نفس الوقت لا أريد أن أعود والأوضاع كما هي لم تتغير، أبسط شيء لا توجد حرية، وأنا هنا أتحدث عن توفر الحرية لكل الناس حتى يسهموا في حل مشاكل الآخرين، كما أنني أشاهد وأسمع ما يحدث للناس، وأعلم المضايقات التي تتم لمنسوبي المؤتمر الشعبي.
{ هناك أشياء تتطلب وجودك خاصة أنك تعتبر من الذين اكتسبوا تجربة في مسائل الحوار؟
- لا أرى حوارات جادة، الحوارات لابد أن تكون منتجة تفضي إلى نتائج وإلا ستكون عقيمة، لابد من حريات مطلقة وللجميع بمن في ذلك حاملي السلاح وحريات لا تتغير بقانون وإنما تنظم بقانون وبذلك نستطيع المساهمة جميعاً.
{ هناك من ربط بين دعوة الحركة الإسلامية (المساندة إلى المؤتمر الوطني) لك بالعودة.. وزيارتك لبعض منسوبي حزبها بألمانيا ما قولك؟
- على المستوى الشخصي، معظم الإخوة الذين يأتون لألمانيا أحاول دائماً بقدر الإمكان وصولهم، فسبق أن زرت "أحمد علي الإمام" ووالي شمال كردفان "معتصم مرغني زاكي الدين"، ومؤخراً زرت شيخ "عبد الحي يوسف" الذي يُعالج بألمانيا.
{ لكن في أية سياق تجئ هذه الزيارة؟
- حتى تأتي في سياقها أقول إن المرض يدعو الإنسان يتصل ويتواصل.
{ ماذا عن مهاتفتك لـ"علي عثمان" قبل أربعة أعوام عندما تعرضت أسرته في (السعودية) لحادث حركة رغم أنه من رموز النظام الذي تعارضه؟
- في ذات السياق عندما تعرضت أسرة الأخ "علي عثمان" لحادث اتصلت عليه، هذه مسائل طبيعية من روح الجيل والإسلام والسودان، لكن تظل على المستوى الشخصي أكثر من العام.
{ ألا تناقشون الشأن العام في هذه اللقاءات؟
- بالطبع الناس يتطرقون للقضية العامة من منطلق السؤال وتظل في الإطار الاجتماعي (وما حصل توقفنا).
{ كذلك مؤخراً صافحت دكتور "أمين" بالدوحة.. وهناك حديث يدور همساً حول ترتيبات لمثل هذه اللقاءات ربما عن طريق دولة قطر؟
- نعم تصافحنا، لكن لم نتطرق أصلاً للقضية العامة وهم لهم قضايا محددة، ونحن لدينا قضايانا.
{ أما كان من الممكن أن يكون هذا التصافح مدخلاً لبداية حوار معهم؟
- رد بسرعة، لا، لا أستطيع أن أبدأ، هم مشغولون بالقضايا التي جاءوا من أجلها ونحن كذلك لنا قضايا.

{ قد تكون القضايا التي أتيتم من أجلها مشتركة وتحتاج إلى نقاش أليس كذلك؟
- لم يتم شيء من هذا القبيل، هم يسمعون ما نقول في الإعلام، ونحن كذلك نسمع ما يقولون لكن لا يوجد حوار، هناك من يتصل ويتحدث وهذه أشواق مقدرة.
{ تحدث دكتور "الترابي" مؤخراً عن أن الإسلاميين هم البديل حال حدوث تغيير.. هل هذا ما تراه أنت أيضاً؟
- ليس البديل الأوحد، حديث "الترابي" يأتي في سياق قراءة للأحداث الجارية حولنا ممثلة في دول الربيع العربي والتغييرات التي أتت بالمضطهدين وهم الإسلاميون، والاتجاه السائد في الساحة هو صعود الإسلاميين من هذه الناحية، قد تكون القراءة صحيحة والواقع يبين القهر الذي مورس على المؤتمر الشعبي، وأغلب الظن أن البديل هو اتجاهات إسلامية ليس بالضرورة أن تكون حركة إسلامية، وأعتقد أن الحركة الإسلامية الموجودة في الشعبي استفادت كثيراً من التجربة والممارسة، وما حدث سينعكس على مستقبل العمل الإسلامي في السودان.
{ القيادات الإسلامية تحدثت عن الأخطاء.. لكن حتى الآن لم تذكر الأخطاء الكبرى.. متى سيحترف الإسلاميون بها؟
- أخطاؤنا كبيرة وأعتقد يجب أن نستفيد منها، نحن أخطاؤنا في القيام بالانقلاب العسكري ومن ثم أسكتنا الأصوات في وقت ما، وهناك ممارسات حصلت على مستوى حقوق الإنسان بجانب الطغيان.
{ برأيك.. هل يدرك الآن إسلاميو النظام حجم الأخطاء التي ما زالت ترتكب؟

- هناك أشخاص إسلاميون لا يرضون ما تقوم به الحكومة، بعضهم يعلم أن هناك أخطاء جسيمة ولا يستطيعون عمل شيء قد يكون مغلوب على أمرهم، وبعضهم لا يريد ترك النظام فلابد من حريات مطلقة لا تُقيد بقانون وإنما تنظم به، كما ندعو إلى لامركزية مطلقة تكون فيها العلاقات والسلطات واضحة بالنسبة للولايات والحكومة المركزية، نريد لامركزية واسعة تفوق الفدرالية التي كانت ممارسة وشفافية فيما يخص الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والأجهزة الأمنية.

{ كيف تنظر لمستقبل الحركة الإسلامية؟
- بالنسبة للحركة الإسلامية أهم حاجة لابد من حدوث تغيير، وأن تراجع الحركة الأخطاء التي حدثت من الإنقاذ وما قبل الإنقاذ، وتعلن للشعب السوداني أخطاءها بصراحة ووضوح،
الأمر الثاني، أي إنسان أصابته مصيبة من الحركة الإسلامية سواء أكانت من ناحية جنائية أو من انتهاكات على صعيد الحق الإنساني له الحق في رفع الأمر إلى القضاء.
{ ماذا أردت أن تقول...؟
- أقول رغم الذي حدث في الإنقاذ والأخطاء التي حدثت من الإسلاميين يجب أن لا تحسب للإسلام وإنما تحسب للإسلاميين وكل يحاسب حسب عمله، وينبغي أن يكون هناك وعاء جامع لكل الإسلاميين والمنتمين لحركة الإسلام.
{ بأي كيفية؟
- أنا أدعو إلى ما هو أقوى من التحالف، يمكن أن يكون هناك دمج وأطروحات جديدة، ويحاول الناس الاستفادة من تجربة الربيع العربي وما حصل بسبب الانفصال حتى لا نفقد مناطق أخرى، وأنا أتحدث هنا عن وحدة السودانيين فهي أولى من وحدة الإسلاميين.
{ القيادي بالمؤتمر الوطني "أحمد عبد الرحمن" قال إن الإسلاميين لن يتوحدوا لكن قد يتم ذلك على يد الأجيال القادمة.. هل توافقه الرأي؟
- قد يكون هذا صحيحاً، لكن أنا أتحدث عن أن وحدة الإسلاميين ليست أولوية الأولوية، ينبغي أن يتوحد السودان كوعاء جامع، الحديث عن الحركة الإسلامية ليست له قيمة.
{ مع اقتراب المؤتمر الذي يحدد فيه الحزب الحاكم رئيسه للمرحلة المقبلة.. هناك جدل حول خلافة "البشير" بين منسوبي المؤتمر الوطني.. فبرأيك من يخلف البشير؟
- (المؤتمر الوطني) كله غير مؤهل أن يكون بديلاً لذلك، لا أريد أن أتحدث عن أشخاص.
{ ما تقييمكم لاتفاق التعاون المشترك الذي وقع بين حكومتي السودان وجنوب السودان؟
- ما تم كان للاستهلاك الإعلامي وحديث لا قيمة له، الورق الذي تم توقيعه لا جديد فيه (ما فيهو شيء) وعمل بغرض إرسال رسالة لمجلس الأمن مفادها أننا التزمنا (هم خائفين)، وإذا لاحظتم أن كل الجماعة مضوا في هذا الاتفاق (السكرتارية والمندوبين ورؤساء الوفود)، لذلك لا أتوقع أن يحدث شيء، لكن احتمال ينفذ اتفاق البترول.
{ إذن كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين حكومتي شمال وجنوب السودان؟
- لا يمكن لمن فصل الجنوب وقال ما قال عنه أن يقيم علاقة معه، لذلك لابد من التغيير هذا إهدار للوقت والطاقة، وأعتقد احتمال تحسن العلاقة ضعيف، القضايا المعلقة مازالت معلقة.
{ رغم ما دفعت به من مرافعات مازال هناك ربط بين تأجيج مشكلة دارفور وشخصك؟
- من يقولون هذا لا يعلمون شيئاً عن دارفور، دارفور تاريخ ومواقف كانت عصية على المهدية والتركية، رغم ذلك تجدهم يصرون على ربط القصة كلها بـ"علي الحاج"، هذه من الإشكالات التي أدت إلى عدم معالجة المشكلة.
{ كذلك أنت متهم بأنك عملت على تفعيل العمل المسلح بدارفور الذي أفرز الحركات المسلحة؟
- نعم أنا من دارفور لكن ليس محصوراً فيها، أنا مع قضايا كل السودان وضد حمل السلاح، وكنت أول من وقف ضد الحركات المسلحة في عام 1965م، كما أن قضايا دارفور هي نفس القضايا الموجودة في كل السودان، لذلك ينبغي أن تحل في إطار كلي، أنا ضد تجزئة الحلول ومع الحل الكلي وأكثر من يعلمون ذلك من هم في السلطة، هم يعلمون رأيي وهذا ليس سراً.
{ قيادات بالمؤتمر الوطني قالت تأكد لها أنك مشرف على العسكري في حركة (العدل والمساواة)؟

- هذا هراء أنا لم أعمل في العمل العسكري وحتى تدريب لم أتدرب، لم تتح لي فرصة لأتشرف بالتدرب عسكرياً، صحيح الكلام يقال رجماً في الغيب وتصلنا أوراقهم ومناقشاتهم، لكن أنا أعرف دكتور "خليل" كمجاهد وهم يعرفونه أيضاً.
{ بوصفك من القيادات المعروفة وأحد أبناء المنطقة.. لماذا لم تبادر بتبني مبادرة لحل المشكلة؟

- المبادرة لا تأتي من المعارضين، المبادرة تأتي من الحكومة من بيده الأمر هو الرئيس، عليه أن يقوم هو بالمبادرة ويكون واضحاً وصادقاً فيما يقول.

{ الحكومة سبق أن طرحت عدة مبادرات قالت إنها لم تجد التجاوب منكم؟

- أنا أتحدث عن مبادرة من الرئيس هذه شكليات لا توجد حكومة هناك رئيس بيده الأمر الباقون (مساعدين له وما في زول ينتقده أو ينقل له رسالة ضده).
{ كيف تكون هذه المبادرة؟
- أعتقد ينبغي أن يبدأ الرئيس بالمبادرة والناس ستتجاوب معها حسب الشيء المطروح والجدية والمصداقية، وهناك تجارب عالمية في هذا الشأن، ففي (جنوب أفريقيا) سبق أن أطلق رئيسها "دي كليرك" مبادرة تجاوز بها مشكلة الفصل العنصري (عندما اعتذر عن تأييده له) وتوصل إلى ما توصل إليه مع "مانديلا" والآخرين، فهو ترك الأمر وأخلى السبيل للآخرين. وفي (روسيا) بعد أن استمر النظام الشيوعي أكثر من (70) عاماً كان "غرباتشوف" هو من أحدث التغيير عندما نادى بـ(البروستريكا)، المبادرة تأتي من الرأس وعندئذ يمكن أن تتجاوب معها القطاعات سلباً أو إيجاباً.
{ إذا أطلق الرئيس مثل هذه المبادرة.. فهل أنت مستعد للتفاعل معها؟
- لا أعتقد أن الرئيس يتصرف كما أقول، لذلك أستبعد إطلاق مبادرة من هذا القبيل، وأقصد أن يكون جاداً وتُطلق لكل السودانيين.
{ إذن كيف تحل المشكلة؟
- المشكلة الموجودة في دارفور الآن هي من صنع الحكومة القائمة وليست مرتبطة بتاريخ دارفور أو الحركات المسلحة، هناك قضايا تقليدية معروفة، لكن ما يدور الآن تسبب فيه النظام.
{..... تحدثت عن ضرورة تغيير النظام.. لكن يلاحظ أن دول الربيع العربي لم تستقر بعد التغيير.. ألا تخشون من الفوضى التي طالت بعضها إذا تغير النظام؟
- أعتقد هي مشاكل الانتقال، من نظم سلطوية عنيفة إلى نظام ديمقراطي، ولا ننسى أن النظام في مصر استمر (50) عاماً، وفي ليبيا (40) عاماً، ففي مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية تظهر مثل هذه المشاكل ويتوقعها الناس.

{ لكن في بعض الدول رُبط الأمر بتجربة الإسلاميين؟
- الموضوع محتاج إلى مثابرة من الإسلاميين، لابد أن يكون هناك تسامح، وأن لا نضيق بالحرية والديمقراطية، وستزول بعد ذلك هذه الأوضاع الحالية، نحن في أكتوبر والانتفاضة مررنا بأوضاع انتقالية، وأصبحت لدينا خبرة في مسائل الانتقال، تحالف المعارضة الآن يدرس ويناقش الدستور الانتقالي الذي سيخلف النظام وهذا أعتقد نقاش مهم، يمكن أن يمنع العنف والفوضى بعد تغيير النظام.

{ تحالف المعارضة نفسه يعاني من تباينات أدت إلى فشله في التوصل إلى رؤية مشتركة بشأن هذا الدستور؟
- طبيعي أن يكون هناك اختلاف في العمل الديمقراطي حول طبيعة النظام، هل يكون مجلساً رئاسياً أم رئيساً واحداً، ومدة الفترة الانتقالية.
{ الاختلاف طبيعي.. لكن التباين الذي برز كان حول مسائل جوهرية لها علاقة بالقناعات الفكرية؟
- لا توجد اختلافات جذرية، المتفق عليه أكثر من المختلف حوله، وإذا لم تناقش هذه المسائل التي تم طرحها من الآن وانتهى النظام الاختلافات ستكون أكثر.
{ ..... الشارع العام أصبح لا يثق في الأحزاب لذلك لا يتوقع أن تسقط المعارضة هذا النظام؟
- المعارضة وحدها لا تسقط النظام، الحكومات التي سقطت في دول الربيع العربي لم تسقطها المعارضة، التحركات حدثت من قوى شبابية وطلابية.
الأحزاب في أكتوبر والانتفاضة لم تقم بالتغيير وحدها، لذلك أقول إن الشعب السوداني هو من يقوم بالتغيير حسب ما يريد، والشباب والطلاب والمرأة والنقابات عناصر أساسية في التحرك.
{ زرت (مصر) بعد ثورة 25 يناير 2011م بالتزامن مع زيارة الأمين العام للمؤتمر الشعبي.. ماذا أضافت لكم؟
- أهم شيء كنا نريد التعرف عن قرب على الموقف في مصر والتغيير الذي حدث، كما أننا على الصعيد الاجتماعي تمكنا من مقابلة الأسرة في مصر ورؤية الأحفاد (الما شفناهم).
{ ما تقييمكم لنتائج تلك الزيارة؟
- التقينا خلالها بعدد من القيادات، وعلى مستوى الأوضاع لاحظنا أن (مصر) تمضي نحو الاستقرار.
{ وما الغرض من زيارتكم للأردن؟
- في (الأردن) مقابلة الشيخ "يسن عمر الإمام" الذي نقل إلى هناك مستشفياً كانت مهمة، لدينا عقد من الزمان لم نتقابل وعلى الأقل استمعنا إلى الأوضاع في الداخل.
{ كذلك وجودكم في (الدوحة) مؤخراً كان محل اهتمام؟
- في (الدوحة) كانت هناك مقابلة لكل قيادات الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي وغير دول الربيع العربي، استمعنا إلى آرائهم وأوضاعهم في كل من (مصر) و(ليبيا) و(سوريا)، والأهم كانت مقابلة الأمين العام للمؤتمر الشعبي، حيث تعرفنا على ما يجري في السودان وخارجه، وكما تعلمين أننا في (مصر) و(قطر) و(الأردن) نقابل السودانيين كافة الذين يقصدونها للسفر والسياحة.
{ هل من كلمة تود أن تبعثها إلى الداخل؟
- هناك معلومات تصل بأن هناك تحركات من قبل الحركة الإسلامية، وإذا كانت تحركات جادة لابد أن تقدم حلولاً للمأساة التي أمامنا، وتكون الحركة من تتحدث عنها وتأخذ زمام المبادرة، ونأمل أن تقود التحركات إلى نتائج.


المجهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق