الأربعاء، 9 يناير 2013

الزغاوة تاريخ وتراث(6) هارون سليمان يوسف

  مراحل الزواج عند الزغاوة عادة ما يتم اختيار الزوجة من داخل العشيرة وتقل الاختيار من فروع قبيلة الزغاوة الأخرى ويندر الخروج عن القاعدة والاختيار من قبائل أخرى ونادرا ما يتزوج الزغاوي من بنات الخالات كما أن زواج البنات والأولاد تأتي بالترتيب فلا يمكن أن تتزوج الأخت الصغرى وترك الكبرى أو يتزوج الأخ الصغير وترك الأخ الكبير. مرحلة الاختيار:ـ تعتبر من أصعب المراحل لأنها تخضع لعدة معايير وبحث الكثير من الملفات عن الزوجة وعن مكانة أسرتها في المجتمع وأصالة نسبها من ناحية الأب والأم والمظهر العام ونواحي الجمال فيها وحسن السيرة والسريرة والخلق وخلوها من الشوائب ،فبهذه المعايير يتقدم الرجل لطلب يد الفتاة من أسرتها وقد يصادف في الفتاة الواحدة أن تكون هناك أكثر من طالب وعندما يتقدم شخص أو أكثر لأسرة الفتاة تقوم الأسرة بدورها في دراسة ملفات المتقدمين لأخيار الشخص المناسب ، وفي هذه المرحلة يقوم الرجل الذي يريد الزواج من هذه الفتاة بتقديم مبالغ مالية وهدايا عينية كالجمال ـ البقر ـ السيوف ـ البنادق.. لأفراد أسرة الفتاة المؤثرين آملا في نيل رضاء بعضهم فضلا التحرك لأخذ رأي أفراد أسرة الفتاة بصفة فردية (أخوات ـ أخوان ـ عمات ـ خالات ـ أعمام ـ خوال ـ جدات ـ أجداد ..).، خاصة في حالة وجود منافسة أو قلة حماسة بعضهم لفكرة الزواج منه وعند اختيار أسرة الفتاة أحد المتقدمين ينسحب باقي الطلاب بطيبة خاطر.فيواصل الشخص المختار لتكملة بقية المراحل. مرحلة التفاوض على المهر:ـ بعد انتهاء مرحلة الاختيار يتم تحديد موعد لإتمام الخطبة وفي هذا الموعد يتفاوض أهل البنت وأهل الشاب في المهر الذي كان في السابق يدفع(البقر ـ الجمال ـ الضأن ـ خليط من البقر والجمال والضأن ) ويختلف المهر (الصداق) عند فروع الزغاوة الثلاثة وقديما كانت البديات يدفعون ما بين 30ـ 25 ناقة والكوبي 25 ـ 20 بقرة والوقي ما بين 21 ـ 18 بقرة أو 21 تنيه ويعادل 147 من الضأن ولكن اليوم قلت تدريجيا ما بين 16ـ 10 بقرة أو جمل أو 70 من الضأن وقد تدفع جزء منها كنقود ويتم استلام المهر في مناسبة تسمى (جيزه) ،في هذه المناسبة التي تحدد لها موعد من الأطراف، يتم دفع المهر ويتم تخصيص جزء من المهر للعروس وتوزيع بعض الآخر لأهل العروس حسب العادة المتبعة وإعلان الخطبة للملأ بزغاريد مصاحبة بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وتبدأ تبادل التهنئة من الطرفين إلى جانب الألعاب الشعبية أي الرقص والنقارة لمدة يوم واحد. مرحلة الزيارة :ـ بعد الانتهاء من مراسم الخطبة ودفع المهر تقوم أم العروس ونساء الأسرة ببناء منزل خاص للعروس (شتيه أو تلي بيه) وتدبير مستلزمات الضيافة من مأكل ومشرب ،لأنها تتوقع زيارة من العريس وأصحابه، تحت أي لحظة وفي أي وقت ومن دون سابق إخطار وتتحاشى العروس الاحتكاك بأهل العريس وتبدي قدر أكبر من الاحترام والتقدير حتى تكسب ودهم .أما العريس فيقوم من جانبه بإعداد حقوق أم العروس مبالغ مالية وهدايا عينية متمثلة في السكر والشاي (برا تي أو ميه ) فضلا عن اختيار بعض الشاب من أقربائه وزملائه والذهاب إلى منزل العروس للسلام عليهم فينزلون ضيوفا عندهم لمدة ثلاثة أيام تقريبا يتم من خلالها التعارف بأسرة العروس وأهلها وتسليم حقوق أم العروس بالإضافة إلى عقد جلسات ليلية بين الشباب والشابات بالمنزل الخاص للعروس وتناول الشاي والحلويات والبلح إن وجد وتقوم أم العروس مع عائلتها بتقدم ذبيحة للضيوف وإعداد أشهى المأكولات والمشروبات وفي فجر الليلة الثالثة ينسحب العريس مع زملائه قبل الفجر ودون أن يودعوا أهل البيت حتى لا تصر العمة على بقائهم لمدة أكثر وإذا أصرت على بقائم ، فلا يمكن مخالفة مطلب العمة أي أم العروس . وفي هذه الفترة يتم اختبار العريس من قبل أهل العروس في الشدائد ....السقاية ـ العطرون ـ حفر الآبار...الخ مرحلة العرس:ـ يعرف العرس بالسبوع لاستمرارها أسبوعا ، ويعد من أهم مهرجانات الفرح الكبيرة في حياة الزغاوة . وتسبقه استعدادات كثيرة من الجانبين ،حيث يقوم العريس بعد الانتهاء من المراسم السابقة بشراء الشنطة (قوقول) وتجهيز مستلزمات العرس الأخرى ومن ثم يتم إرسال شخص من أقربائه لإخطار أهل العروس بمواعيد العرس مع إعطائهم مهلة كافية لتجهيز متطلبات استقبال الضيوف. أما أهل العروس فيقومون بإعداد أنفسهم لاستقبال الضيوف. فيقمن النساء بتشييد دار خاص للعرس أو صيانة الدار إن وجد وبعد تحديد وقت الزفاف من قبل العريس يتم حبس العروس ليتم تجهيزها بدنيا ومعنويا وتدريبها ،حيث تقوم مصففة الشعر(المشاطة) بتسريح شعر العروس في أبهى صورة بينما تكون والدتها قد جهزت لها الحلي والزينة التي تتكون من قلائد من الخزر(ستون) ..والدهون العطرية والدلكة والكركار والعطو.كما تجهز سرير دبل من المواد المحلية تسمى (هتي) وبرش (كوباء). تختلف هذه التجهيزات من فرع لأخرى ومن أسرة لأخرى حسب مكانتها الاجتماعية وحالتها الاقتصادية. مرحلة زفة العريس :ـ بعد تحضير الشنطة والشاي والسكر والذبائح الخاصة للعرس، تتم فتح الشنطة في منزل أم العريس بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء للنظر في محتوياتها والتعرف على مدى جاهزية الشنطة ويساهم الأهل بمساهمات عينية ومادية لتعين العريس على إتمام مراسم الزفاف بسهولة ويعتمد مدى مساهمة الناس على مكانة أسرة العريس في المجتمع ومكانة العريس عند الناس وفي اليوم التالي أي الموعد المعلوم يزف العريس على جمل أو جواد إلى بيت عروس في ليلا ويكون في معية الكثير من أفراد أسرته وأقربائه وأصدقائه من الشاب وهم يمتطون الجياد والجمال والفتيات يمشين على الأقدام حول دابة العريس ويطلقن الزغاريد ويغنين بأغاني تمدح العريس وأسرته وعشيرته ومآثرها من الشجاعة والإقدام والكرم وطيب الخلق والوسامة والجمال ...الخ ويمضي الجميع في مهرجان بهيج ببطء .وقد تكون الزفة مصحوبة بالنقارة . وعندما يصل الجمع دار أهل العروس يجدون الباب الخارجي لدار العروس قد فقل بشجرة شوكية كبيرة يصعب اختراقها ومن ورائها تقف بنات القرية أو الفريق ، وفي هذه الحالة يذهب المفوض من العريس للتفاوض مع الفتيات والاتفاق على فتح الباب الخارجي والداخلي مقابل مبلغ مالي (يه كتو) أما في حالة عدم دفع المبلغ ومحاولة فتح الباب بالقوة فسوف يجدون مقاومة من الفتيات قد تؤدي إلى إصابات بسيطة قبل أن ينتصر طرف على الآخر،هذا عند الزغاوة فرع (وقي) أما عند فرع (الكوبي) فيقف وراء الباب المقفول بالشوك فتية أقوياء شاهري السيوف والرماح لاستعراض القوة وإظهار بأن العروس من عائلة شجاعة ولها حرمتها وحماتها فيقوم أحد أقارب العريس بإعلان هدية تليق بالعروس، مبلغ مالي أو بقر، ضأن فتعلوا الزغاريد فيفتح لهم الباب بالترحاب. أما عند (البديات) فلا توجد هذه التعقيدات عند القدوم للعرس وعادة ما تتم العرس في مكان آخر، حيث يخطفون العروس من بيت أسرتها ويذهبون بها إلى العريس في مقر إقامته لتتم العرس هناك.بعد الانتهاء من هذه اللحظات ، تأتي مندوبة أم العروس وتبشر العريس بهدية أم العروس وعفوها (جمل ـ بقرة ـ 7 ضأن ) ومن ثم ينزل العريس من دابته وسط زغاريد ، ليقمن أخوات العروس بعد ذلك بإحضار ماء الشرب والأكل والمشروبات المختلفة للضيوف. مرحلة زفة العروس:ـ ينتظر العريس وصحبه ومعهم قارئ للقرآن الكريم لحظات قدوم العروس ـ وفي منتصف الليل تأتي بنتين أو ثلاثة من أخوات العروس ويطلبن من مندوب العريس فستان وثوب وأحذية وعطر للعروس (غيار) ومبلغ رمزي لصاحبة المنزل التي تجهز فيها العروس ومن ثم تزف العروس برفقة الوصيفة أو الوزيرة من بيت أحدى قريباتها ،في جوقة من النساء مشيا على الأقدام وسط الأغاني والزغاريد فتبدأ مرحلة المناظرة من الطرفين أي النساء والفتيات من أسرة العروس من جهة وأخوات وعمات وخالات وغيرها من النساء المرافقات للعريس من جهة أخرى وهذه المناظرة تتم في شكل أغاني فأغاني أخوات العروس كلها، فخر بالأسرة و مواعظ وحكم ونصائح وتوصيات تحث العروس على الصبر ورعاية زوجها واحترام أهله وإكرام ضيوفه. وأيضا تغني قريبات العريس أغاني في مدح العريس وكريم شمائله وتمجيد أم العريس وأسرة العريس وفي هذه حالة تمتنع العروس عن المشي ثم تعود الفرصة لقريباتها لتستأنف المشي، وأثناء المناظرة تتدخل بعض المحايدات وتأتين بأغاني محايدة تحسن من مكانة جميع الأطراف ،تلطيفا لجو المناظرة، هكذا تختصر لحظات الليل الطويل بهذه الأغاني الحماسية التي تتخللها تشجيع زملاء وأقرباء العريس بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء والتصفيف للمغنيات وتسجيل أغنياتهن في أشرطة كاسيت إلى جانب الألعاب الشعبية المصاحبة. عندما تصل الزفة باب دار العرس نجد عند الزغاوة كوبي ، يقابلها العريس وأصحابه بالترحاب فيهدون لصاحبات العروس بعض الهدايا فيسمحن له باستلامها . وبعد أن تأخذ العروس مكانها في الغرفة ،تبدأ قراءة سورة يس ويدعوا الجميع بالتوفيق .أما الزغاوة (وقي) فعندما تصل الزفة باب دار العرس يقابلها أقرباء وزملاء العريس ويستملون العروس والوزيرة أو الوصيفة ويدخلونها للغرفة المعدة التي يتواجد فيها العريس في هذه اللحظة وبعد دخول العروس وزميلاتها الغرفة تظل العروس واقفة حتى تقدم لها هدية مالية معلومة في العادات ثم تجلس بعد ذلك وتبدأ قراءة سورة يس ويدعوا الجميع بالتوفيق. وبعد ذلك بنفض الجميع تاركين العروسين ينعمان بليلة الدخلة. وهناك وزير من جانب العريس لخدمته ووزيرة من جانب العروس لخدمة العروس والضيوف طوال الأيام السبعة. في صبيحة اليوم التالي تؤخذ شنطة العرس إلى منزل أم العروس للتعرف على محتوياتها في مهرجان نسوي وإهداء جزء من الملابس لقريبات العروس (موجب) ثم تعاد الشنطة لدار العرس، كما يذبح الذبائح وتعد المأكولات والمشروبات وتبدأ الألعاب الشعبية من رقص ونقارة وتستمر الاحتفال لمدة أسبوع وتختتم مراسم العرس في اليوم السابع(بدو كيري) وفي هذا اليوم نجد عند الزغاوة (وقي) يتم إخراج العريس والعروس من الغرفة إلى ساحة دار العرس ويجلسان في برش ذات ألوان مشكلة ويغطيان رأسيهما بثوب تسمى (فرقة) وتبدأ النسوة بمسح العطور والدهون من الرأس إلى الأرجل مصاحبة بدعوات وبعد الانتهاء يحاول كل من العريس والعروس مسابقة الآخر للعودة إلى داخل الغرفة فإذا دخلت العروس قبل العريس سيغرم العريس من قبل قريبات العروس وفي المساء تقام ألعاب شعبية حتى ساعات متأخرة من تلك الليلة وفي الليل يذبح ذبائح (بيه قري قو) .أما عند الزغاوة كوبي والبديات فيقومون في اليوم السابع بحلق شعر العريس وتلبيسه زيا جديدا وصنع أحذية بلدية من الجلد لكل من العريس والعروس والوزير والوصيفة أو الوزيرة كرمز تدل على أن العروسين قد دخلا الحياة الاجتماعية للقيام بدورهم الاجتماعي المتوقع . وتجدر الإشارة على أن انتهاء طقوس الزواج والعرس لا يعني نهاية الفرحة ولكنها إيذانا باستمرار ليالي السمر والأنس في بيت العرس ،فتكثر زيارات الشباب من أصدقاء وصديقات العروسين وأهلهما للتهنئة خاصة الذين لم يشاركوا يوم العرس لظرف ما وهكذا يبقى العريس مع أهل العروس لفترة قد تمتد لأشهر يقوم بحفر الآبار وسقاية البهائم والسفر لجلب المواد الغذائية والعطرون ويساعدهم في تسويق الخرفان والجمال والثيران وغيرها فيبرهن من خلال هذه الخدمة قوة تحمله وأخلاقه لأفراد هذه الأسرة لأنه صار عضوا أصيلا . مرحلة ترحيل العروس لبيت زوجها:ـ تتراوح فترة بقاء العروس في بيت أهلها قبل الرحيل إلى بيت زوجها من أسبوع إلى سنتين فإذا كان العريس قادم من المدن ففي هذه الحالة ترحل العروس بعد اليوم السابع من العرس، أما العادة المتبعة عند الزغاوة في القرى والبوادي هي بقاء العروس حتى تضع مولودها الأول وبعد سنة أو أكثر تتوج بترحيل العروس إلى منزل زوجها في ديار أهله (بيه كيريه) وقبل رحيل البنت نجد أن أم العروس قد جهزت احتياجات البيت الجديد خاصة الأواني والأدوات المنزلية والدخن وأدوات الملاح ...الخ وعندما يتم إخطار أهل البنت بموعد الرحيل تقوم أم البنت بدعوة نساء القرية أو الفريق لعد الأواني والأدوات وتأتي النساء خاصة القريبات بأواني لمساعدة أم البيت في ترحيل ابنتها وبعد الانتهاء من عد الأواني والأدوات، تحمل الدواب كل احتياجات المنزل الجديد وتركب الزوجة ووليدها في جمل ومعها عدد من النساء المرافقات من الأسرة بالإضافة إلى رجل أو رجلين من الأسرة للإشراف على عملية الترحيل والتسليم ،فتغادر البنت أهلها وأسرتها، في وسط زغاريد ودموع الوداع وفي معيتها الماشية الخاصة بها من المهر (صداق) في بعض الحالات .وعند وصول الركب ديار الزوج يستقبل الزوج وأسرته وأهله الضيوف بحفاوة وترحاب ويقدمون هدية للزوجة (عفا) وينزلون في الدار التي شيدت للزوجة ثم يقدمون لهم الضيافة (خروف) ومأكولات ومشروبات وفي صبيحة اليوم التالي يتم عد الأواني والمستلزمات الأخرى التي أتت بها الزوجة وأهلها بحضور أسرة الزوج وسكان المنطقة ثم تستخرج من بين تلك الأواني هدايا لأسرة الزوج لتوثيق عرى المحبة (موجب) وتقوم أم الزوج أو من تنوب عنها بإهداء زوجة ابنها عدد من الضأن أو هدايا أخرى نقدية وفي المساء تقوم النساء المرافقات للزوجة بإعداد وجبة الغداء لأهل الزوج تربهن من خلالها مدى قدرة بنتهم في إعداد الأكلات الشهية والمشروبات الدسمة (سيلاي) ومن ثم يعود الوفد المرافق إلى دارهم تاركين بنتهم في الدار الجديد مع أختها الصغيرة إذا أمكن لتندمج في المجتمع الجديد تدريجيا وذلك بخلق علاقات مع أفراد الأسرة والمجتمع وباحترام الكبار وتوقير الصفار وتنفيذ التوصيات التي نقلت من أسرتها أومن قريباتها في ليلة الزفة وبمرور الأيام تكون جزء أصيلة من أسرة الزوج . بعض مظاهر الرفض في الزواج :ـ نذكر هنا ثلاثة أمثلة لمظاهر الرفض التي تكون نتائجها سلبية على الأسرة والمجتمع : 1.أن يحب الشاب فتاة ويتفقان على الزواج لكنهما يواجهان رفضا من أهل أي منهما لسبب أو لآخر يستحيل معه إتمام الزواج بالطريقة الاعتيادية ،فيتفق الاثنان على الهرب بقدم الشاب على خطف الفتاة والذهاب بها إلى بلد آخر ليعقد قرانهما أو لا يعقدان القران (تلى كوقوري) ولكن مثل هذا الزواج يحدث على نطاق ضيق ومحدود وغالبا ما يكون مصحوبا بمشاكل وتعقيدات أسرية قد تؤدي إلى القتل أو الرفض النهائي حتى ولو أنجب منها مولود . وفي مثل هذه الحالة يعود الشاب بالفتاة بعد فترة طويلة ويرسل أفراد من أسرته إلى أهل العروس لالتماس رضائهم مع تقديم اعتذار لما بادر من ابنهم وتنتهي المفاوضات إما بالتراضي والسفح والتسامح وإعادة العروس إلى أهلها ودفع المهر أو ترفض أسرة العروس رفضا قاطعا فتعاد العروس وتؤدي الشاب القسم على أن يقرب مرة أخرى من البنت حتى ولو في حالة جنازة فتنتهي العلاقة بين الشاب وتلك الفتاة. 2. أن ترفض البنت الزوج المفروض عليها من قبل أسرتها إما لفارق السن أو لأنه متزوج من أخرى أو أخريات أو أنه غير كفؤ أو بخيل أو جبان أو فيه عيوب ونقائص أو أنها تحب شابا آخر وأهلها يرفضون من زواجهما وتسمى هذه الحالة بـ (تلي تاميه) وقد ينجم مثل هذا الرفض من الفتاة قبل عرسها أو بعده ومن ملامح الرفض التي تعرف من خلالها أن هذه الفتاة رافضة : عدم لبس الحلي والزينة كذلك العطور أي لا تهتم بنفسها كنوع من الحزن كما أنها تحرص على لبس الملابس السوداء و الظهور في الأسواق والأماكن العامة وتغني في الأفراح أغاني حزينة مليئة بالشكوى والتظلم وتهجوا فيها ذلك الشخص المفروض عليها فتنتشر أغنياتها بسرعة في القرى والبادية فضلا عن أنها تضفر شعرها على هيئة حبال كما تفعل المرأة الأرملة دلالة على الحزن العميق وهذه التعبيرات تنتهي إما بتعاطف بعض من أفراد الأسرة وإلغاء قرار الزواج أو إجبارها على الزواج وتسليمها للرجل المفروض عليها بالقوة فتوافق بعد مرور زمن أو أن تهرب مناطق بعيدة من ديار الزغاوة فتتزوج برجل أخرى أو تعود بعد مرور فترة طويلة . وقد يحدث العكس أي أن يحب شابا فتاة فيرفض أهله فيعيش الشاب حالة من الكآبة والإحباط مصاحب بسلوك عدواني تجاه أهلة فيرسل شعر رأسه ولحيته فلا يحلقه أبدا ولبس أجمل الثياب كما إنه لا ينام الليل من شدة تألقه بتلك الفتاة بل يقضيه في التغني بحبها وجمالها وحرمانه منها والأمل في الفوز بها .ويستعين بآلة موسيقية مثل (كردنق ـ نيني) للتعبير عن هذه المشاعر. في الحلقات القادمة : • العيد عند الزغاوة • لغة الزغاوة • تراث قبيلة الزغاوة ( الألعاب الشعبية ، النقارة ، الآلات الموسيقية ، سباق الهجن والخيل ، حردلوأو الدوبيت. • بعض العادات والتقاليد (لبس الزغاوة ، السكن ، الغذاء الرئيسي ، النار ، صناعة الحديد ، تكوين الثروة ، الترحال ، الوشم ، الختان والطهور ، احتفال بقدوم التوائم ، الحياة البرية والصيد ، طرق قتل الحيوانات المفترسة ، المرض والموت ، الدية ...) • صفات من البيئة • معالم من بيئة الزغاوة ( وادي هور ، العطرون ، واحة النخيل ) • الزغاوة ومملكة وداي • الزغاوة والحركة السنوسية • الزغاوة وسلاطين الفور • الزغاوة والتركية • الزغاوة والمهدية • الزغاوة والإدارة الإستعمارية الفرنسية والبريطانية • الزغاوة والتجارة • المراجع والمصادر هارون سليمان يوسف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق