الأحد، 2 مارس 2014

قراية الجرايد شماعة


استيلا قايتانو 

السودان بلاد المفارقات اليومية لدرجة أن حواجبنا فترت من الارتفاع دهشة، وشلت كفوفنا من ضرب بعضها حتى جملة : والله لكن.. مبالغة!! تأبى أن تخرج.
من الحاجات العجيبة أنو تجي ماشي وتلقى الناس ملمومة مندقرة تحت ومربطة يدينا ورا ضهرا وهم ساكين بعض محترمين بعض في القراية الصامتة أم شماعة دي.

أول مرة أشوف المنظر دا قلت احتمال في زول واقع عيان أو مشحوذ بقلب الأسراتشات دولار أبو صلعة أو خطبة شعواء من أحد الدعا.. لكن اكتشفت أنو الناس دي بتقرأ في الجرايد واقفة وبتاع الجرايد فارش الجرايد في الواطة وقاعد ليه في طوبة وأظن مهنضب الجماعة بانو ممنوع الاقتراب أكثر من مستوى طولك يعني كل ما كنت قصير دا طوالي بهدد موقفه لأنو حتقراء أي حاجة في النهاية ما حتشتري الجريدة، في الغالب الواقفين ديل مافي زول فيهم بشتري الجريدة بالذات بعد ما بقت بجنيه.

الشيء الدايرة أنبه ليه إنو خطورة قراية المنشيتات والإكتفاء به لأنو وظيفة المنشيت الأساسية إصطياد القاريء ولفت انتباه لقراءة الموضوع ، بالبلدي كدا المانشيت وظيفتو الأساسية أنو يرفع مستوى شمارك إلى مية في المية ويخليك تشتري الجريدة بكامل قواك العقلية بعد داك يا بقى الخبر قدر المانشيت يا المانشيت كان أحسن من الخبر بألف مرة وبعد داك تبقى ليك ميتة وخراب ديار، لأنو قراية المانشيت فقط قد يعطيك جزء من الخبر وليس كلو أو قد يضخم الحدث ويعمل من الحبة قبة فقط للعب دور موية السكر البنعلموا للحمام عشان يرحلوا من برج الجيران لبرجنا.

نحذر من قراية الجرايد عموماً لانو يؤدي إلى الاكتئاب وفي جرايد تجننك عديل وفي جرايد تعمل انفصام وفي جرايد اسكت ساكت خلي ، ونقف بصلابة أمام الإكتفاء بقراية المانشيتات ونشجب وندين الأخبار المبتورة والمضخمة التي قد تؤدي إلى قطع رقاب.

اقتراح:

حقو بتاع الجرايد دا بس يشتري ليه كم نسخة من كل جريدة ويعمل ليه بنابر كدا ذي حقت ستات الشاي ويعمل ليه لافتة صغيرة.. أبدأ يومك بالصحيفة التي تحب.. وفش شمارك العالي من القلب (الجريدة بعشرة قروش فقط)..

أها شفت الأخيرة دي ذي المانشيت كل الناس تجي بعد داك يكتشفوا إنو القراية محلي وليس سفري وبمواعيد محددة، تقرأ الجريدة بعشرة قروش وفي عشرة دقائق انتهيت ما انتهيت دي ما شغلتو.. طوالي يصفر ليك ويقول ليك .. الزمن إنتهى.. ولو اتلايقت يتلائق كمان.. ويقول شنو هو.. دايرين يمتحنوك فيهو..!!؟

التحية لكل المهتمين باخبار البلد.. ونعلم تماماً بأنكم تصارعون أنفسكم ألف مرة في اليوم ما بين شراء جريدة بجنيه او كيس عيش أو رطل اللبن، طبعاً طوالي حأقول ليك أقرأ شماعة وشد الجرايد من الجنبك في الحافلة وفش غليلك حتى لو كان زهجان منك.. واصلاً حيكون سوداني زيك متمردق في الصبر مرديق وما حيقول بغم.. ولا يهمكم. كما أن الأشجار تموت واقفة.. يستطيع الإنسان أن يقرأ واقفاً..

ربنا يوقف حال الوقفوا حالنا.. ويشمع بيهم دنيا وآخرة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق