السبت، 9 أغسطس 2014

د. آدم محمد أحمد عبد الله خلال الحوار.

د. آدم محمد أحمد عبد الله خلال الحوار.
© النيلان |  آدم أبكر علي 
كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري د. آدم محمد أحمد عبد الله في حوار مع موقع ’النيلان‘ عن واقع الأزمة السياسية في السودان. وأبان الأستاذ أن الراهن السياسي في السودان متأزم، موضحاً أن هذه الأزمة نتجت بسبب انفصال الجنوب عن السودان. ووصف عبد الله اتفاق الطرفين الأخير بإخماد النار بالرماد وقال: ”لقد تجنب الطرفين نقاط الخلاف الأصلية“، إلى جانب مواضيع أخرى تطرق إليها الحوار التالي:س: كيف تنظرون للراهن السياسي في البلاد؟ج: الراهن السياسي في السودان الآن متأزم. هناك احتقان كبير بين مختلف المكونات، المعارضة من جهة، ووجود الحركات المسلحة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور. كل هذه تزيد من حدة الأزمة السياسية في البلاد. والمسألة الأكثر صعوبة هناك أزمة اقتصادية نتجت بسبب إنفصال الجنوب عن السودان وقد ألقت بظلالها على الواقع المعيشي،
تمثلت في ارتفاع الأسعار التي ساهمت في تأزيم الوضع السياسي الماثل أمامنا. جميع هذه الأشياء تحتاج الى تنازلات كثيرة لإخراج البلاد من الأزمة.س: العلاقات بين السودان وجنوب السودان تسير بخطى حثيثة نحو التطبيع الكامل بعد الاتفاقات الأخيرة. هل يمكن القول أن مرحلة التعايش السلمي بين البلدين قد بدأت؟ج: توقف قليلاً ثم قال - الاتفاقات التي تمت بين البلدين لم تمس جوهر الخلافات الأصلية بين الشمال والجنوب. لقد تجنب الطرفان نقاط الخلاف الأصلية المرتبطة بتقسيم التركة السودانية وقد ابتعدا عنها كثيراً. س: كيف ذلك؟ ج: أنا أعتقد أن الطرفين حاولا قفل النار بالرماد وهدفهما هو تفادي عقوبات مجلس الأمن الدولي لذلك حاولا الاتفاق بأي شكل. المحك هو كيفية معالجة مواضيع الحدود والمناطق الخمسة وأخطرها قضية أبيي. من الضروري أن يجلس الطرفان لحل مثل هذه الإشكالات. كما أن قرار مجلس الأمن 2046 ينص على مفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وهذا الأمر قد تم تجنبه الطرفان خلال إتفاقهم الأخير. في تصوري الشخصي إن هذه الاتفاقات التي تمت مؤقتة وقد تنفجر الأوضاع في أي لحظة من اللحظات.س: هل تتخلى الحركة الشعبية عن تحالفاتها في الشمال بعد هذه الاتفاقيات؟ج: اعتدل في جلسته ثم قال - هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر مثل قرار مجلس الأمن 2046 الذي ينص على مفاوضة حكومة الخرطوم للحركة الشعبية قطاع الشمال بناء على إتفاق أديس أبابا. إن تم ذلك بصورة جيدة أعتقد بأن المشكلة قد تنتهي وكفى الله المؤمنين شر القتال.في السابق تخلت الحركة عن تحالف الأحزاب الشمالية (تحالف جوبا) لكنها لا تتخلى عن الحركة الشعبية قطاع الشمال لأنه يمثل مناطق الجوار للجنوب الى جانب أنهم قاتلوا في السابق إلى جانب الحركة الشعبية الأم. قطاع الشمال هم المدخل للعلاقات بين الشمال والجنوب ومن الصعوبة أن تتنكر الحركة الشعبية الأم للحركة الشعبية قطاع الشمال بأي شكل من الأشكال. وفي الطرف المقابل، هناك المتمردين في الجنوب تدعمهم حكومة الخرطوم، لذا الحركة الشعبية في الجنوب تضع الحركة الشعبية قطاع الشمال مقابل مجموعات المعارضة الجنوبية، وأشك أن تتخلى الحركة الشعبية عن قطاع الشمال لانها بمثابة ورقة الضغط لديها.س: كيف تنظر لمستقبل العلاقات السودانية – الأمريكية في ولاية أوباما الثانية؟ج: سؤال جيد... أوباما قبل أن يصل الى سدة الحكم في الولايات المتحدة ا؟لأمريكية كان أكثر تشدداً وعندما تولى السلطة تخلى عن تشدده تجاه السودان. لكن عادة الرؤساء الأمريكان في الدورة الأولى ينشغلون بالقضايا الداخلية أكثر من بقية القضايا لكن في الدورة الثانية كثيراً ما تبرز سياستهم الخارجية بصورة مغايرة. ومن المتوقع في المرحلة الجديدة لأوباما أن يكون أكثر تشدداً مع السودان. أيضاً في بعض الأحيان هناك حسابات أخرى تجعل الحكومات الأمريكية تحاول الحفاظ على النظام الحالي في السودان.س: ما هي الأجندات التي تقف وراء هذه الحسابات التي أشرت إليها؟ج: هناك قضايا مرتبطة بتنفيذ الاتفاقيات بين السودان وجنوب السودان وبقية القضايا الأخرى والتي تريد الحكومة الأمريكية من الحكومة الحالية في السودان تنفيذها لأنها مهددة بقرارات دولية وهي ترضخ أكثر من غيرها في تنفيذ ما يطلب منها. وقد تحاول الحكومة الأمريكية الاحتفاظ بالحكومة الحالية في السودان لتمارس ضدها كروت الضغط.لا أتصور نشوء علاقات كاملة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الحالية في السودان، لأن العلاقات الكاملة دائماً ما تتم في مختلف المجالات وتبادل الزيارات ما بين مسؤولي البلدين وهذا لم يحدث في ظل الحكومة الحالية لأن هنالك متهمين بجرائم حرب وإبادة جماعية وعليهم عقوبات دولية. والتعامل الدبلوماسي بين الخرطوم والولايات المتحدة تعامل ناقص وفقاً لمقتضيات المصلحة فقط ولا أتوقع تحسن العلاقات بين السودان وأمريكا إلا بزوال النظام الحاكم في الخرطوم.س: ماذا يعني تجديد العقوبات على السودان من قبل أمريكا بالذات في المرحلة الحالية؟ج: تجديد العقوبات دائماً ما يتم بشكل روتيني وبعد التقارير التي تقدم عن أسباب فرض العقوبات ومدى تغيير الحكومة السودانية لسلوكها. العقوبات صعبة بالنسبة للسودان ولا يمكن تخيلها بالأمر الهين ولديها آثار بالغة على السودان. س: قبل شهور بشر الرئيس البشير السودانيين بدستور إسلامي مائة في المائة يكون نموذجاً لشعوب المنطقة كيف ترى شكل هذا الدستور؟ج: الشيء المؤسف والمحزن أن السودان يظل يحكم منذ الاستقلال والى يومنا هنا بلا دستور. دائم أي حكومة تأتي تفصل دستوراً يتوافق مع مصالحه وتأتي الحكومة التي تليها وتمزق الدستور السابق. هذه مسألة لا تحدث في أي دولة من الدول المحترمة. سبب مشاكل السودان هو عدم وجود دستور دائم. الدستور الدائم يحتاج إلى توافق من كل الشعب السوداني وبحرية كاملة دونما قيود. في الظرف الحالي لا أعتقد وجود دستور في السودان في ظل الحكومة التي لا تجد رضا الجميع. أما عن إسلامية الدستور فمعظم الشعب السوداني مع الدستور الإسلامي. لكن إذا سألنا هل الإنقاذ ظل يحكم السودان خلال الثلاثة وعشرون سنة بلا دستور إسلامي؟ كيف تأتي وتقول بأنك تأتي بدستور إسلامي؟ هل يصدقك الناس؟ الآن توضحت الصورة الفساد والأشياء الأخرى التي لا تنسجم مع الإسلام. فاقد الشيء لا يعطيه.س: هل يأتي مؤتمر الحركة الإسلامية بمخرج للسودان؟ ج: أجاب بسرعة - لا يأتي بمخرج لأن تنظيم الحركة الإسلامية في السابق كان تنظيماً صفوياً لكنه فقد الكثير من كوادره المخلصين، جزء منهم مات في العمليات وبعضهم ذهب مع د. حسن الترابي ومنهم من ذهب مع د. خليل إبراهيم وآخرون على الرصيف وجزء بسيط منهم بقي في المؤتمر الوطني‪،‬ لكن جماعة المصالح غطوا عليهم. الآن هناك من تجده يتحدث عن الحركة الإسلامية لكن ليست لديه أي صلة بالحركة الإسلامية البتة. الحركة الإسلامية الآن أصبحت بلا سلطة والمؤتمر الوطني هيمن على كل شيء وبداخله جماعات مصالح أصبحوا هم المهيمنين على السلطة والثروة في السودان. المؤتمر نفسه أصبح لا يصلح للسودان ناهيك عن الحركة الإسلامية.س: هل تعتبر قضية أبيي بمثابة برميل البارود في علاقة الشمال والجنوب؟ج: أصعب شيء في في مشكلة الجنوب والشمال هو قضية أبيي وهي قضية فيها قرارات محاكم دولية واتفاقات وهذا كله يتعارض مع ما تتدخل فيه حكومة الخرطوم وربطه بمصالح قبائل. المشكلة معقدة بشكل غير عادي ومن الصعب حلها خلال سنة أو سنتين. س: برأيك ما هو أقرب الطرق للحل؟ج: الحل يجب أن يتم بتراضي جميع الأطراف وبخلاف ذلك لا أعتقد أن المشكلة سوف تحل. لكن هناك قرارات المحاكم الدولية يفترض أن تكون المرجعية في الوصول الى أي حل. ما أراه الآن عبارة عن مناورات فقط. - See more at: http://www.theniles.org/articles/index-ar.php?id=1579#sthash.yk6lzq8B.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق