الجمعة، 2 نوفمبر 2012

هوّارة الجنوب الملثمون (هَگّـارة HAGGARA وزگـّارة ZAGGARA وزغّـاوة)

قبائل هوارة هي قبائل كبيرة كثيرة الأفخاذ منتشرة في كل شمال أفريقيا بدون استثناء. تحيط منازلها بطرابلس من كل جهة وتتواجد قبائلها بمختلف بلاد المغرب الاسلامي وهي قبائل امازيغية الاصل اختلف الكير من مؤرخي العرب في نسبها وذلك اتباعا لروايات تاريخية غير مثبته ومنها كما ذكر اليعقوبي تنتسب إلى قبائل حمير باليمن، [1]. أسهموا إسهاماً كبيراً ومشرفاً في فتح الأندلس سنة 711م (93هـ) و صقلية سنة 1427م (831هـ). كانت هوارة على المذهب الأباضي وناصروا الخوارج، ولكن شتت شملهم الفاطميون، وقام قراقوش بقتل آخر ملوك بني الخطاب في ودان، فارتحل جلهم (وخاصة زويلة من هوارة) إلى مصر. ,ومن أهم واعرق قبائل الهوارة هم اهمامية الذين يتمركزون في جنوب مصر وخاصة محافظة قنا مركز نجع حمادي وفرشوط ووأيضا في البلابيش التي تتبع مركز دار السلام سوهاج اعلي درجات هوارة هم الهمامية وهم يتمركزون في قرية الشاورية وأيضا البلابيش والرئيسية وهو ومركز فرشوط ويعتبر هواره البلا بيش من أعلى الدرجات ومن تعرب منهم سواء في ليبيا أو مصر أو تونس هم على مذهب الإمام مالك.


يقول ابن خلدون: وهوارة هؤلاء من بطون البرانس باتفاق من نسابة العرب والبربر ولد هوار بن أوريغ بن برنس إلا ما يزعم بعضهم أنهم من عرب اليمن‏.‏ تارة يقولون من عاملة إحدى بطون قضاعة وتارة يقولون من ولد المسور بن السكاسك بن واثل بن حمير‏.

هوّارة الجنوب الملثمون (هَگّـارة Haggara وزگـّارة Zaggara وزغّـاوة)



قال ابن خلدون: ومنهم [أي: من هوّارة] من قطع الرمل إلى بلاد القفر، وجاوروا لمطة من قبائل الملثمين فيما يلي بلاد گَوگَو من السودان تجاه أفريقيا، ويعرفون بنسبهم هگّارة، قَلَبَت العُجمة واوه كافاً أعجمية تخرج بين الكاف العربية والقاف. ويذهب بن خلدون إلى أنّ هوّارة الملثّمين ينحدرون من بطن مسراتا منهم، حيث قال: والى العدوة الجنوبية من هذا العرق مجالات أهل اللثام من صنهاجة، و هم شعوب كثيرة ما بين: گزولة و لمتونة و مسراتا و وتريگة و أَزگار. و قبائل لمطا و صنهاجة هم إخوة هوارة، من أمهم تَصُگّي العرجاء، بنت زحيگ بن مادغيس الأبتر. أمّا بلاد گَوگَو Gawgaw، فهو الإسم الذي أطلقه الجغرافيون المسلمون على مدينة گاو Gaw، التي تقع اليوم جنوب شرقي تمبكتو، على نهر النيجر، في دولة مالي. والكاف الأعجمية التي ذكرها بن خلدون هي حرف: G الفرنسي، ويكتبها بن خلدون: گ. و من هوّارة الملثّمين أيضا: شعب أَزگار (ويُنطق اسمهم أيضا: أَجر، أَزدجَر)، وهم سكان إقليم تاسيلي-ن-اَجر، الممتد في جنوب الجزائر و ليبيا، و قد ذكرهم الإدريسي في (القرن 12م)، فقال: ومن مدينة تِساوا إلى قبيل من البربر في جهة المشرق، نحو من اثني عشر يوماً ويسمون: أزگار، وهم قوم رحالة، وإبلهم كثيرة وألبانهم غزيرة، وهم أهل نجعة وقوة وبأس ومنعة، لكنهم يسالمون من سالمهم و يميلون على من حاولهم، و هم يصيفون و يربعون حول جبل يسمى طنطنة. وذكرهم بن سعيد المغربي في (القرن 13م)، فقال: و في جنوبي فزان و ودان مجالات أزگار وهم برابرة مسلمون أحذق خلق الله في خط الرمل، و في جنوبه بالغرب من خط الإقليم الثالث جبل طنطنة، و هو كبير يمتد من الشرق إلى الغرب نحو ست مراحل. و في شماليه عيون تنحدر منه و تحتها مروج ينبت فيها حشيش كثير يرتاده البرابرة و العربان و تقع الحرب عليه، و في أسفله معدن حديد جيد. و جبل طنطنة هو جبل تاسيلي ناَجر (تاسيلي-ن-اَزگار)، و قد ذكرناه فيما سبَق. و مما يؤكد ما ذهب إليه بن خلدون، من انتماء قبائلِ أَهَگّار وأَزگار إلى هوّارة، أن نُبلاء أَزگار يطلقون على أنفسهم إلى اليوم لقب: إوراغن، ومعناها: بنو أوريغ، و أوريغ هو والد هوّار كما ذكرنا سابقاً. و للعلم، فإنّ قبيلة توارگ كل أوي في جبال أهير (أَيَر)، في شمال النيجر، تدّعي أنها تنحدر من الإوراغن أيضاً. و هؤلاء الهگارة اليوم، هم طوارق إموشاغ، أهل جبال الهقار وجبال الطّاسيلي (أَهَگّار وتاسيلي)، المنتشرون في الجزائر و النيجر و ليبيا، و يطلق عليهم بالأمازيغية اسم: توارگ Twereg، و هم: Les Numides du Sud على عهد الرومان، ويُسمون أنفسهم: إموهاغ، و هي نفسها لفظة: إمازيغ، ويُسمّون لغتهم: تاماهاقت، وهي نفسها لفظة: تامازيغت. ومفرد كلمة إِموهاغ هو: أمَهَّاغ (أَمازيغ). و ذكر بن خلدون من هوّارة الملثمين، قبيلة: زغاوة، و هم بنو زگّاو (زغاو) بن هوّار. وقد عدّ النّسّابون البربر زغّاوة في بطون البربر، و عدّهُم بنُ خلدون في بُطون البربر أيضا، رغم أنّه عدّهم في موضع آخَر في شعوب السّودان، و إلى الآنَ يعدُّهم علماء اللّغة في بطون زنوج التوّبو. قال بنُ خلدون: هذه الطّبقة من صنهاجة هم الملثّمون الموطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب .. وتعددت قبائلهم من گِدالة فلمتونة فمسوفة فوتريكة فتارگة فزغّاوة ثم لَمطة إخوة صنهاجة، كلهم ما بين البحر المحيط بالمغرب إلى غدامس من قبلة طرابلس وبرقة. و مواطن زغّاوة تحاذي بلاد فزان من الجنوب، و تقع اليوم في جنوب ليبيا و شمال تشاد. و ذكر المؤرخ الأفريقي المعاصر J.K. Zerbo في:L’histoire de l’Afrique noire أنّ زغاوة هم مؤسسو مملكة كانم بورنو في جبال تبستي، و حول بحيرة تشاد في (القرن 10م)، و أنّ شعب هذه المملكة كان من الزنوج المستقرين، ثم نزل عليهم الزغاوة من الطّوارق الرّحل في (القرن 9م)، و أخضعوهم. و ذكر أنّ الروايات الشعبية المحلّية تقول بِأنّ ملوك الكانم كانوا رجالا حُمْراً ملثمين. كما يُطلق اسم زغّاوة اليوم على فرع من الوادّايا الموطنين في شرقي تشاد، وهؤلاء الودّايا هم خليط من عرب الحسانية من المعقل، و بربر زغّاوة، و زنوج كانم بورنو. و من جهة أخرى، فإن الزغاوة يشكلون مع الگوران Guran (الدازا رعاة البقر)، و التيدا (رعاة الجمال)، الفروع الثلاثة لشعب التوبو، الذي يرى الكثير من المُختصّينَ، القدماء و الحديثون، أنّهم خليط من البربر و الزنوج. و يترحل التّوبو اليوم بين واحات فزان الليبية و بحيرة تشاد، و يأوون إلى جبال تبستي. و من جهة ثالثة، فالزّغّاوة هم السّكان الأصليون لإقليم دارفور السوداني، الذي كان في ما مضى جزءا من مملكة كانم بورنو. و ذكر الإدريسي من مدن زغاوة: شاما وتاگوا Tagwa، ويُسمّيها بنُ خلدون وبن سعيد: تاجوة، و ذكر أن مع زغاوة فرقة من بربر سدراتا، من لواتة، فقال: و بها قوم رحّآلة يسمون سدراتا، يقال إنهم برابر، وقد تشبهوا بالزغاويين في جميع حالاتهم، وصاروا جنساً من أجناسهم، و إليهم يلجؤون فيما عَنّ لهم من حوائجهم وبيعهم و شرائهم ، و ذكر كذلك أن تاگوة قبيلة من زغاوة، و أنّ أهالي شاما انتقلوا فيما بعد إلى گَوگَو (گاو). وكانَ من زغّاوة أيضاً عائلاتٌ دخلت جزيرة صقلّيَة بعدَ فتحِها. قالَ الدّكتور إحسان عبّاس-في: العرب في صقلّيَة-: وبين سكان بلرم من أصحاب الأملاك أو الشهود الواردة أسماءهم في الوثائق .. أسماء بربر من هوارة ولواتة وزغاوة وزناتة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق