الخميس، 31 يوليو 2014

إن في الاتحاد قوة

 UN

==============
بقلم / أشرف محمد يحي سوميت 
لست بعالم في العلوم السياسية ولكن إذا طرحنا سؤالا لماذا تتكتل الدول في كيانات و مجموعات ؟
 خطر هذا السؤال على بالي بينما كنت أشاهد قناة (ناشنال جغرفي ) ؛ استعرضت القناة مقاطع لحياة عدد من الحيوانات و هي تتحرك و تعيش في شكل مجموعات و الدفاع عن نفسها ضد أي خطر و تزداد الخطر عليها عندما تكون منفردة !! ربما هذا السلوك نجده في فصيلة بني البشر !! إذا استعرضنا الحركة التطورية لحياة الإنسان منذ الأزل يمكننا تعميم هذه الملاحظة علي السلوك الحيواني في آلية الدفاع عن النفس ضد مخاطر البيئة الفسيلوجية و النفسية . و لذلك وجدنا في التاريخ العالمي تحلفات القبائل العربية و تكتلاتها و وجدنا تحالفات القبائل الأوربية و وجدناها في امريكا الشمالية و اللاتينية و في أفريقيا غير أنّ هذه التحالفات تختلف باختلاف المصالح و البواعث سواء كانت عقائدية أو اقتصادية أو جغرافية أو عرقية أو غيرها !!!
 لقد عاش العالم فترات مختلفة سادها نوع من الفوضى بسبب هذه الإئتلافات التي جعلت من حياة الإنسان أشبه ما تكون بحياة الغاب غير أن 

الدين الاسلامي - الدين الذي يحوي المنهج الرباني للتوحيد - أمرنا بالإئتلاف الحسن الذي يقود البشرية  نحو كمال الذات و إعمار الأرض و بلوغ الجنة قال تعالى (( و اعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا )) الآية 103 من آل عمران في تفسير ابن كثير
وقوله : { ولا تفرقوا } أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثا : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ] وقد ضمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضا وخيف عليهم الافتراق والاختلاف وقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلمة من عذاب النار وهم الذين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
 وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } إلى آخر الآية وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج فإنه قد كان بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعدواة شديدة وضغائن وإحن وذحول طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم صاروا إخوانا متحابين بجلال الله متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال الله تعالى : { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } إلى آخر الاية وكانوا على شفا حفرة من النار بسبب كفرهم فأنقذهم الله منها أن هداهم للإيمان وقد امتن عليهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قسم غنائم حنين فعتب من عتب منهم بما فضل عليهم في القسم بما أراه الله فخطبهم فقال [ يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي ؟ فكلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن ] وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار وغيره : أن هذه الاية نزلت في شأن الأوس والخزرج وذلك أن رجلا من اليهود مر بملأ من الأوس والخزرج فساءه ما هم عليه من الاتفاق والألفة فبعث رجلا معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بعاث وتلك الحروب ففعل فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض وتثاوروا ونادوا بشعارهم وطلبوا أسلحتهم وتوعدوا إلى الحرة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجعل يسكنهم ويقول [ أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ وتلا عليهم هذه الاية فندموا على ما كان منهم واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنه هم ]
إذا ألقينا بالنا لما كان عليها الاتحاد السوفيتي( ussr) أو الولايات المتحدة ( USA) او الاتحاد الأوربي أو غيرها من التكتلات لفهمنا ما يحدث بحكم أننا نعيش في نفس الحقبة .
 كل هذا ماحدث في الإطار العام وينطبق - بالضرورة - على الإطار الخاص مجتمعنا نحن كقرية صغيرة نابعة من أربعة أو بطون(قرية شكشكو ) يجب علينا نحد و نأتلف و لا نختلف و نناصر بعضنا بعضا و نحن على ثقة أن التواصل و التعاضد الاجتماعي فيه بعض الشئ من الإرهاق و لكن الوحدة و الانفراد أكثر رهقا إذا ما ألمّ بنا خطب !!! نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم هذا التواصل بيننا و أن يجعل السودان بلدا آمنا مستقرا متوحدا كتوحد قريتنا !!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق